الترجمات الإسلامية لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية ‏ بين استراتيجيتي التدجين والتغريب

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

قسم اللغة العبرية وٱدابها -كلية الآداب- جامعة عين شمس - مصر

المستخلص

أدى تأخر إسهام المسلمين في عملية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات (العالمية)، ومنها اللغة العبرية، إلى استحواذ الترجمات الاستشراقية على المتلقي وذيوع صيتها بين شعوب العالم مستمدة جوهر وجودها من سطوة اللغة الهدف وثقافتها في ظل الإنكسار الذي حاق بلغة العربية والعالم الإسلامي على مر قرونٍ عدة. وقد انتهجت هذه الترجمات نهجًا متعاليًا استعماريًا/ كولونياليًا تبدى في استباحتها للنص القرآني- معتبرة إياه نصًا بشريًا- وإخضاعه لأيديولوجية المترجم، بالإضافة لاتباعها مناهج ترجمية تولَّدت في ظل ترجمات الكتاب المقدس، وذلك بالرغم من الاختلاف البيِّن بين كُنه النصين. ومع دخول المترجم المسلم إلى هذا المعترك صار لزامًا عليه تصويب الوضع واسترداد حرية النص القرآني؛ لتوفر عدة شروط مهمة في هذا المترجم في إطار إيمانه بالقرآن الكريم وبإعجازه- حسب وصف بعض الباحثين للنظرية البيانية لترجمة معاني القرآن الكريم- وتتمثَّل في الوعي الترجمي، والمطلب اللغوي، والشرعي، والثقافي. بما يتيح لهذا المترجم إمكانية تبنّي منهجية ترجمية جديدة تلائم هذا النص المُعجِز الذي قصرت ترجماته عن نقل معناه ناهيك عن نقل جوانب إعجازه.
وفي هذا السياق يتناول هذا البحث دراسة ترجمتين إسلاميتين صدرتا في فلسطين المحتلة (إسرائيل)؛ هما: ترجمة صبحي العدوي الصادرة بعنوان הקוראן בלשון אחר (القرآن بلغة أخرى) عام 2015م، وترجمة دار السلام للتعريف بالاسلام التي قام بها فريق من المترجمين تحت عنوان תרגום משמעויות הקוראן המבורך (ترجمة معاني القرآن المبارك) والصادرة عام 2017م. وذلك في ضوء ما أطلق عليه فينوتي Domestication and foreignization (التدجين/ التوطين والتغريب) وما يرتبط بهما من خفاء المترجم أو ظهوره، وهو ما يتضح بجلاء في نقل أسماء الأعلام. وتكمن أهمية الموضوع في سعيه لتعرف على منهج المترجم المسلم في تعامله مع النص القرآني، وقياس ما تحقق من نجاح في ظل تغير العنصر الفاعل في الترجمة (المترجم)، والوقوف على مدى فاعلية هاتين الاستراتيجيتين وإسهامهما في ترجمة معاني القرآن الكريم.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية