تسعى الباحثة في هذه الدراسة إلى تقديم مقاربة إبستمولوجية لظاهرة التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية، باعتبارها إحدى الإشكاليات البارزة في فلسفة العلم. وترى الباحثة أن شيوع الادعاء بوجود إجماع علمي حول هذه الظاهرة لا يمنع من التشكيك فيه، سواء من حيث تحقق التغير المناخي فعليًا أو من حيث مسؤولية الإنسان عنه، مما يطرح إشكالًا إبستمولوجيًا عميقًا يستدعي إعادة فحص الأسس التي يقوم عليها هذا الإجماع. ولتحقيق هذا الهدف، قامت الباحثة بتحليل مفهوم التغير المناخي من خلال تتبّع جذوره التاريخية، والكشف عن أسبابه وآثاره، ثم تناولت الأدوات المعرفية التي تتيح للإنسان فهمه. كما عرضت للمواقف الإبستمولوجية المختلفة تجاه هذه الظاهرة، والتي تتراوح بين القبول المطلق والتشكيك النقدي، مع اعتمادها على المنهجين التحليلي والأركيولوجي لتحليل الإشكاليات المفاهيمية المرتبطة بها. وقد توصّلت الباحثة إلى أن المعالجة الفلسفية لهذه الظاهرة تتطلب بناء حوار معرفي يتجاوز حدود التخصصات التقليدية، والسعي نحو عدالة معرفية في إنتاج وتداول المعرفة البيئية. كما رأت أن هيمنة "الإجماع العلمي" قد تؤدي إلى ظلم معرفي يتمثل في تهميش بعض المعارف المحلية والثقافية، كالمعارف الماورية، التي قد تقدّم رؤى بيئية مغايرة وثرية. ومن هنا، تدعو الباحثة إلى مراجعة نقدية للمسلّمات السائدة، وتبنّي حلول معرفية تسد الفجوة بين العلم والمجتمع، بما يضمن تحقيق إنصاف معرفي شامل لا يقصي أحدًا.