‏" تطبيقات قاعدة الضرورات تبيح المحظورات على الجراحات الطبية المعاصرة "‏ ‏" دراسة فقهية مقارنة "‏

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

أستاذ الشريعة الإسلامية المساعد بكلية الحقوق جامعة أسوان

10.21608/mkwn.2023.460586

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه ربه رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد.
فإن التفقه في الدين من أعظم القربات إلى الله – تعالى -، وأحوج ما يحتاج إليه العبد الفقه فى الأحكام الشرعية، ومع سعة الفقه وانتشار مسائله جعل الله فى ضبط قواعده، وفهم كلياته ما يعين طالب العلم لسلوكٍ أقوم سبيلٍ واتم منهاج.
ولما كان تحصيل الفقه من دون قواعده ووسائله صعب المناب، كان لهذه القواعد من الأهمية ما لا يخفى.
هذا ولقد أشاد العلماء بها، حيث يقول الإمام القرافى– رحمه الله-: "وهذه القواعد مهمة في الفقه عظيمة النفع وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف، ويظهر رونق الفقه ويُعرَف، وتتضح مناهج الفتوى وتُكشَف.
هذا وإن الناظر لشريعة الإسلام يجد ان من خصائصها أن جعلها سمحاء حنيفية تقوم على السهولة والرفق، وتدعو إلى التيسير، والتخفيف، ورفع الحرج والمشقة عن المكلفين، ومن ثم فاضت بأحكام الرحمة للعالمين جميعاً، فقال الله – تعالى – بطريق الحصر، مبيناً الهدف من بعثته– صلى الله عليه وسلم-: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، لأن هدفها تحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل جميعاً، على أساس من العدل والرحمة بالخلق أجمعين، كما راعت أحوال المكلفين المختلفة والمتفاوتة قوةً وضعفاً، وما يطرأ عليها من أعذار.
وفى زماننا هذا اشتدت الحاجة إلى دراسة علم القواعد الفقهية دراسة شاملة واعية لمعالجة كثير من القضايا المعاصرة والنوازل المتكاثرة المعروضة على فقهاءالمعاصرة،إن من أكثر النوازل توالداً النوازل المتعلقة بالمسائل الطبية ، والتى تسارع محل تزايدها مع تسارع التطورات ونظائره فى علم الطب، أسوة بغيره من مناحى الحياة المعاصرة ، مما لم يجعل للفقيه مناصاً عن الرجوع إلى هذا العلم الجليل ، لينهل من معين قواعده ، ويثرى من رياض فروعه ونظائره، فيستعين بذلك على استنباط أحكام الوقائع المستجدة والمتجددة والنوازل المتكررة .
ومن تلك الأحكام التى راعت أحكام المكلفين أحكام الضرورات ، التى لها فى زماننا أهمية خاصة لا سيما فى الوقت الراهن الذى كثرت فيه الظروف الاستثنائية ، والمشقات التى تواجه كثيراً من عباد الله المكلفين ، مما يكثر معه الرجوع إلى أحكام الضرورات الشرعية ، فشرعت لتلك الأحكام أحكاماً خاصة بها تندرج تحت قاعدة " الضرورات تبيح المحظورات " على سبيل التخفيف والتيسير، وهذا يجعل لدراستها ودراسة أحكامها أهمية خاصة، لذلك جاء هذا البحث اليسير لدراسة ضوابطها وأحكامها وأثرها فى بعض التطبيقات الطبية المعاصرة وذلك ببحثى الموسوم بـ" تطبيقات على قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات على الجراحات الطبية المعاصرة"

الموضوعات الرئيسية