النيل والناس في مصر خلال العصرين الفاطمي والأيوبي ‏(358–648هـ / 969–1250م) في ضوء أوراق الجنيزا ‏

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

مدرِّس التاريخ الإسلامي – كلية الآداب، جامعة بنها

10.21608/mkwn.2024.454367

المستخلص

هذا البحث  محاولة لاستكشاف نهر النيل فى حقبة محددة من العصر الإسلامي من خلال مقاربة سردية موازية، لما استقر في ‏المدونات الأدبية والمصنفات التاريخية التقليدية، وذلك بالاعتماد على أوراق وقصاصات الجنيزا القاهرية، بوصفها مصدرًا ‏فريدًا ومباشرًا، يتسم بالصدق والعفوية، نظرًا لكونه لم يُدوَّن بقصد التأريخ، بل جاء نتيجة تفاعلات يومية وواقعية، وهو ما ‏منحه قيمة توثيقية عالية تكشف عن جوانب مغفلة في تاريخ هذا النهر الخالد، لم تُظهرها المصادر التقليدية  أو الدراسات ‏التاريخية الحديثة على حد سواء، كونها كانت عوائد اعتيادية تقليديه آنذاك، وقد سعى الباحث من خلال هذه  الأوراق ‏والقصاصات إلى تسليط الضوء على طبيعة العلاقة الحيوية والمتشابكة بين الناس ونهر النيل  خلال العصرين الفاطمي ‏والأيوبي، وهي علاقة تجلت في مسميات  النهر المختلفة، ونعوته المتعددة، وأثره في الوعي الشعبي الجمعي. ومحاولات ‏الأهالي والأفراد لقياس فيضان النيل ورصد أحواله بين الوفاء والنقصان، ما يدل على أن الاهتمام بالنهر لم يكن حكرًا على ‏السلطة أو النخبة آنذاك، بل كان جزءًا من انشغال يومي لأفراد المجتمع وشرائحه المختلفة. كما تناول البحث حضور النيل في ‏الثقافة اليومية من خلال الأدعية، والكنى، والألقاب، والانتماءات الجغرافية المتصلة بقرى ومدن تقع على مجراه. وناقشت ‏كذلك ظاهرة التنقّل عبر النهر، سواء لحركة الأفراد أو لنقل البضائع، وما ترتب على ذلك من آثار مباشرة على التجارب ‏المعيشية للأفراد، فضلًا عن أثره في تشكيل آليات التسعير وحركة السوق، كما طرح الباحث فرضية، مفادها؛ أنه يمكن من ‏خلال تتبّع قصاصات أوراق الجنيزا التي أشارت لمسارات التنقّل عبر نهر النيل، سواء للأفراد أو البضائع، رصد أهم ‏الموانئ والمرافئ النهرية الممتدة من الجنوب إلى الشمال. وكيف شكلت هذه المحطات نقاطًا حيوية لفهم شبكة النقل والتواصل ‏الاقتصادي؟!، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قد يساعد ذلك في تعميق المعرفة بالتقسيمات الإدارية التاريخية للـ(الكور ‏والأعمال)، فغالبية هذه الوحدات كانت مرتبطة جغرافيًا ووظيفيًا بالنهر. وفي ختام البحث، خلص الباحث إلى أن نهر النيل لم ‏يكن مجرد مكوّن جغرافي طبيعي في الداخل المصري، بل كان نسيجًا حيًّا من حياة المجتمع، انعكست صورته في الخطابات ‏والعقود والمعاملات اليومية، بصورة لم تلتفت إليها المصادر الأدبية التقليدية، لكنها حضرت بجلاء وعمق في قصاصات ‏الجنيزا، التي شكلت مرآة واقعية لعلاقة الناس بالنهر، في وعائهم الزمني الذي انصهرت بداخله هذه العلاقات.‏

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية