مستقبل الفلسفة الإسلامية في مشروع سليمان بشير ديان ‏الفكريّ

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

مدرس بقسم الفلسفة- كلية الآداب جامعة الإسكندرية

10.21608/mkwn.2025.454142

المستخلص

أسهمت الفلسفة الإسلامية -بصورة كبيرة- في تحقيق الثراء الثقافيّ والمعرفيّ في تاريخ التقدم الإنسانيّ، في الميادين العلمية، والثقافية، والفكرية، ولكن ما مصيرها في وقتنا الحاليّ، وما مستقبلها؟ فهناك مشاريع فكرية عدة، صاغها مفكرو العالم الإسلاميّ، ارتكزت جهودهم على الرجوع إلى تراثنا الفكريّ العربيّ الإسلاميّ الأصيل؛ لدراسته، وتحليله، وإبراز الجوانب المضيئة فيه، وتنقيته من الشوائب التي علقت به، وإحيائه، وتطويره؛ لمحاولة الوصول إلى فلسفة متكاملة تنظم جوانب الحياة كافة، في حاضرنا ومستقبلنا؛ ومن ثمَّ تأتي أهمية دراستنا الفيلسوف السنغاليّ (سليمان بشير ديان) Souleymane Bachir Diagne (مواليد عام 1955م) الذي اهتم بالمسائل المرتبطة بالهُوية وقضاياها، ومعالجة المعضلات والتحديات؛ من أجل تزويد الفكر الإسلاميّ المعاصر برؤى مستقبلية؛ إذ لم يكن منفصلًا بفكره عن قضايا الإصلاح، وذلك ما يتضح لنا عن طريق مؤلفاته الرئيسة، لاسيما: (دعوة إلى العقلانية: حوار الفلاسفة المسلمين مع التراث الغربيّ). وقد استخدمت في هذا البحث عدة من المناهج، وهي: المنهج التأريخيّ، والمنهج التحليليّ، والمنهج النقديّ.
والهدف من هذا البحث هو الكشف عن مستقبل الفلسفة الإسلامية في مشروع سليمان بشير ديان الفكريّ، ويدور مشروعه حول ضرورة إعادة العقلانية عن طريق الكشف عن مواقف المسلمين المختلفة من العقل وحدود إعماله؛ بحثًا عن قيم الإحياء والتجديد، وتعزيز القدرة على نقد الذات وتقويمها؛ حتى تستعيد الحياة الفكرية الإسلامية حيويتها، وتكون منطلقًا لتحقيق التقدم؛ وذلك بإصلاح الحاضر، وحل بعض الإشكالات المعاصرة. كما يدور مشروعه حول أهمية قيمة الحوار في الفكر الإسلاميّ؛ وذلك مع الأفكار والفلسفات المختلفة، وعدم القطيعة بين الثقافات؛ لمواصلة الربط بينها، والإفادة من تجارب بعضها مع بعض؛ فالحوار أمر ضروريّ؛ من أجل بناء عالم مسالم متسامح، وتجنب الصراعات والنزاعات، فضلًا عن أهمية التعددية والانفتاح في الفكر الإسلاميّ -اللذين يمثلان عند سليمان بشير ديان خلاصة التفلسف في الإسلام- من أجل تنوير العقل ضد روح الانغلاق والتعصب الدينيّ، وقد تكون قيمة التعددية أنسب؛ لمعالجة الاختلاف الفكريّ بين المسلمين أنفسهم، وقيمة الانفتاح تتمثل أهميتها في إدارة التفاعل الحضاريّ الراشد مع الآخر.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية