إجراء قصيدة ‏"لا تشكو للناس جرحًا أنت صاحبه"‏ للشاعر كريم العراقي ‏ على رؤى محمود تيمور النقدية

     يتناول البحث دراسة أهم ما أبدعه كريم العراقي وهي قصيدة "لا تشكو للناس جرحًا" التي ذاع صيتها ونشرت على جميع وسائل التواصل وملأت الآفاق.
     وقد حرصت في دراستي لهذه القصيدة على البعد عن الدراسات المعتادة من استخراج الصور البلاغية وتحليلها، فأبرزت أوضح السمات والخصائص التي ظهرت في لغته وصوره ووزنه وتجربته، وتركت آثارًا في نفسي عند قراءتي للقصيدة وسماعي لها مرارًا.
     والدراسة تتناول موضوعًا بكرًا ولم يسبق الحديث عنه -على حد علم الباحث بعد بحثه الدؤوب، وقراءاته المتعددة- اقتضى جهدًا في الجمع والتحليل، وهو جهد يقدمه الدارس بين يدي القارئ، فإن كان التوفيق حليفه، ففضل من الله ونعمه، وإن كانت الأخرى فحسبه المحاولة والاجتهاد.
     والسؤال الذي تطرحه الدراسة: هل استطاع الشاعر أن يعبر عن نفسه ويكشف عن مكنون صدره فيبوح بما اعتمل في وجدانه؟ وهل تمكن من أن يرفع هامته بين أرباب البيان؟
     وللإجابة على هذا قدمت للبحث ومهدت له وأردفت ذلك بأربعة مباحث أولها عن لغة القصيدة، وثانيها عن صورة التركيب فيها، وثالثها عن موسيقاها ورابعها عن تجربتها وأتبعت ذلك بخاتمة؛ وذيلت الدراسة بثبت للمصادر والمراجع.
     وقد اقتصر البحث على المباحث الأربع لأن اللغة هي أساس النظم وركيزة التركيب، والصورة مرآة تعكس مضمراته وتجسد بواطنه، وبالموسيقى ينماز القصيد عن غيره من أشكال الأدب، والتجربة هي السياج الذي يحيط بأركان القصيد ودعائمه.