العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في توزيع وإنتاج محطات مياه ‏الشرب في حي حلوان

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

باحث دكتوراه بقسم الجغرافيا كلية الآداب جامعة حلوان

المستخلص

تؤدي العوامل الطبيعية والبشرية دوراً جوهرياً في تشكيل واقع توزيع وإنتاج محطات مياه الشرب، حيث تتداخل هذه العوامل لتحدد أماكن إقامة المحطات الخاصة بمياه الشرب، حيث تتداخل هذه العوامل لتحدد أماكن إقامة المحطات، وطاقتها الإنتاجية، ومدي استدامتها في تلبية احتياجات السكان.
ويتطلب التخطيط السليم لمنظومة مياه الشرب فهماً عميقاً لطبيعة البيئة الجغرافية والبشرية التي تعمل المحطات ضمنها. فعلي الصعيد الطبيعي، يعد التركيب الجيولوجي من أهم العوامل، إذ تحكم نوعية الصخور وتكويناتها في وفرة المياه الجوفية وسهولة استخراجها، فالصخور الرسوبية، خاصة الجيرية والرملية، توفر بيئات مناسبة لتخزين المياه، بعكس الصخور الصلبة كالجرانيت التي تعيق تسرب المياه؛ كما تسهم الفوالق والشقوق في حركة المياه الجوفية، ما يؤثر على جودة وكمية المياه المتاحة.
أما التضاريس فهي تعد عاملاً حاسماً في تحديد مواقع المحطات والخزانات، حيث تمكن الأراضي المنبسطة من إنشاء منشآت ضخ المياه وتوزيعها بكفاءة، بينما تتطلب المناطق المرتفعة ضخاً إضافياً للطاقة. كما أن انحدار الأرض يؤثر على جريان المياه، ما يتطلب تصميمات فنية دقيقة لمنع الفاقد وضمان وصول المياه بأمان.
وتتكامل هذه العوامل من نوعية التربة، إذ تؤثر على نفاذية المياه وسلامة البنية التحتية، فالتربة الرملية مثلا قد تؤدي إلى تسرب المياه من الشبكات إذا لم تكن معزولة جيدًا، بينما التربة الطينية قد تحتفظ بالمياه لكنها تزيد من صعوبة الإنشاءات وتكلفتها.
وتؤثر التربة كذلك في جودة المياه خاصة في حال وجود ملوثات سطحية. وعلي الجانب البشري تعد الكثافة السكانية من أبرز العوامل المؤثرة في توزيع المحطات، حيث تتركز المنشآت الإنتاجية الكبري في المناطق ذات الكثافة العالية لتلبية الطلب المتزايد، بينما تخدم المناطق قليلة السكان بمحطات أصغر أو تعتمد على حلول بديلة وتفرض الزيادة السكانية ضغطاً مستمراً على البنية التحتية، ما يتطلب توسعات وتحديثات دورية.
وتشكل المناطق العشوائية تحديًا كبيرًا أمام تخطيط وتوزيع محطات مياه الشرب، إذ تفتقر هذه المناطق إلى التخطيط العمراني، ما يصعب من توصيل المياه إليها عبر الشبكات النظامية؛ كما أن البناء غير المرخص واستخدام وسائل غير رسمية للحصول على المياه ينعكس سلباً على كفاءة النظام ويزيد من نسبة الفاقد المائي، إضافة إلى أخطار تلوث المياه بسبب سوء التخزين أو استخدام شبكات غير صالحة.
وعلية فإن العلاقة بين العوامل الطبيعية والبشرية علاقة تكاملية لا يمكن فصلها، ويتطلب التعامل معها نهجاً شمولياً يراعي خصائص البيئة الطبيعية من جهة، واحتياجات السكان ومظاهر النمو العمراني من جهة أخري، بما يحقق استدامة خدمات مياه الشرب وجودتها في حي حلوان.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية