أثر استخدام الذكاء الاصطناعي في تنمية العقل الفقهي ‏المعاصر

تهدف الدراسة إلى أثر استخدام الذكاء الاصطناعي ومساهمته في تطوير العقل الفقهي، وذلك من خلال عدة طرق أشارت لها الدراسة، ولعل من أهمها: تحليل النصوص والموارد الفقهية باستخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية، مما يساعد في استخراج المفاهيم والمبادئ الفقهية بطريقة منظمة ومنهجية، وأيضا دعم الاجتهاد والاستنباط عبر تقديم تحليلات وترجيحات وتوصيات مبنية على نماذج معقدة للمعرفة الفقهية، وكذلك من خلال إدارة المعرفة الفقهية باستخدام قواعد البيانات والتصنيف الآلي، لتسهيل الوصول إليها وتبادلها بين الفقهاء والباحثين.
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي والتحليلي لمعرفة أثر استخدام الذكاء الاصطناعي في الفقه، وعملية تطويره، والمساعدة أيضا في عملية الاجتهاد والاستنباط، وأشارت إلى التحديات التي يجب أخذها بعين الاعتبار في ذلك، ومنها الاعتماد على البيانات حيث يعتمد الذكاء الاصطناعي على كميات ضخمة من البيانات لتعلم وتطوير نماذجه، وقد يكون الحصول على بيانات فقهية دقيقة وموثوقة ومُنظمة تحديًا كبيرًا، خاصةً مع تنوع المذاهب الفقهية والاختلافات في الترجيحات.
وأيضا فإن الاختلاف في الترجيح والاختيارات الفقهية قد يجعل مهمة الذكاء الاصطناعي صعبة، خاصةً في المسائل التي تتطلب اجتهاداً شخصياً قد يؤثر على الاجتهاد الفقهي.
وتضمنت الدراسة عدة مباحث ومطالب وانتهت بالنتائج التي من أهمها مراعاة الاعتمادية والمسؤولية حيث يجب التأكد من دقة وموثوقية نتائج الذكاء الاصطناعي في المجال الفقهي، ومراعاة الجانب الأخلاقي وتجنب إساءة استخدامه أو استخدامه في نشر أفكار أو آراء غير صحيحة، كما تدعو الدراسة إلى قبول الباحثين في الفقه تقنيات الذكاء الاصطناعي دون مقاومة من بعض الفقهاء والباحثين الذين يفضلون الاعتماد على الأساليب التقليدية في الفقه، ومع ذلك، لا بد من الحذر والتعامل بالحكمة والتوازن عند استخدام الذكاء الاصطناعي، حفاظًا على الخصوصية والمرجعية الشرعية الأصيلة، ويجب أن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تساعد الفقهاء والباحثين، وليس بديلاً عن الاجتهاد والتقييم البشري، كما يجب مراعاة التحديات التي تواجهه، وضمان عدم استخدامه بشكل يمسّ مفاهيم وأصول الفقه الإسلامي.