يعتبر الألم ظاهرة من الظاهرات الغامضة بالرغم من اتساع مداه كخبرة مشتركة بين البشر، باعتباره ذا مرجعية واحدة أي يُنسب للمتألم فقط، وخاص لا يظهر بالعين المجردة، بل بالوصف، ويختلف بناءً على معايير مختلفة. وقد سعت بعض النظريات الفلسفية كالبيانات الحسية التقليدية، والإدراكية، والتمثل في شرح ماهيته، وسماته، والفرق بين إدراكه كمحتوى ذهني، والشعور به كمحفز عصبي. إلا أن هذه النظريات لم تصل إلى الحد الذي يمكننا اعتبارها نظرية فلسفية كاملة. فكل نظرية تبدأ بتفسيره على أسس محددة، وحتى الآن لم يحدث اتفاق على طبيعة الألم سوى في أنه شعور سلبي، وغير محبب، ويعبر عن تلف جسماني. وعلى ذلك سوف أقوم بتحليل نماذج من نظريات الألم، ونقدها في ضوء ما توصلت إليه من جوانبها الإيجابية والسلبية.