قَصِيدَةُ النثرِ مِنْ خُفُوتِ الصوتِ إلى بنيةِ القَصِّ قراءة في المجموعة الشعرية (بالأمس فقدتُ زِرًّا-قصةُ الملابس) لتامر فتحي.

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

جامعة المنيا- كلية الآداب- قسم اللغة العربية

المستخلص

يتناول هذا البحث (ظاهرة تلاقي الأجناس الأدبية) في قصيدة النثر العربية المعاصرة، من خلال رصد حضور العناصر البنائية للقصة في تشكيل قصائد المجموعة الشعرية (بالأمس فقدتُ زرًّا-قصة الملابس) للشاعر تامر فتحي، حيث اعتمدت قصيدة النثر في منطلقاتها التشكيلية –بِعَدِّها شكلًا شعريًّا مستحدثًا- على البناء الصوتي النثري بديلا للبناء العروضي، وبتوظيف بنية القصة في تكوين قصائدها (مثال المجموعة موضوع البحث) تكون قد خطت خطوة أعمق نحو إذابة الفواصل بين الشعر والنثر، مما يجعلنا نتوقف أمام نتاج هذه الخطوة من نصوص، متسائلين: هل لا تزال هذه النصوص محتفظة بالخصائص النوعية للشعر، أم جنحت لأن تكون قصةً، أم هي شكل أدبي جديد؟
ومن نتائج البحث: 1- أن تحول قصيدة الشعر العربية من الشكل التقليدي إلى شكل قصيدة النثر، لم يكن تحولا صوتيا فقط بل أيضا هو تحول من الغنائية إلى الموضوعية، سواءً الغنائية الصوتية للجملة، أو الغنائية بمعنى الذاتية التي يعتمد فيها النص على الصوت الواحد مقابل الأصوات المتعددة، هذا التحول جاء في ضوء استعارة قصيدة النثر للبناء القصصي أو الدرامي في تشكيل بعض نصوصها. 2- وظّف الشاعر في قصائده عناصر البناء القصصي من شخصيات وأحداث وزمان ومكان، بتنويعاتهم المختلفة، مما جعل نصوص المجموعة تتضامّ في معمارٍ قصصي، يجعلها أشبه بالمتتالية القصصية، وعلى الرغم من هذا فقصائد المجموعة الشعرية ظلت محتفظة بسماتها الأجناسية الشعرية، مُغلِّبَةً إياها، بل إن هذه السمات النوعية للشعر وسمت عناصر البناء القصصي، فجاءت هذه العناصر مكثفة يغلب عليها التخييل والاختزال والإيحائية، ولم تأتِ على نحو ما تكون في فن القصة، لأن الذي أراده الشاعر هو أن تكون هذه النصوص شعرية لا قصصية. وهو ما يُستخلص من السمات النوعية الغالبة.

الموضوعات الرئيسية