التحليل المكاني لكفاءة إنتاج مزارع تسمين الدواجن في محافظة الوادي الجديد "رؤية جغرافية "

يعرف نظام الإنتاج الداجني بأنه منظومة العلاقات التي تضم الموارد Resources  والمدخلات Inputs  والمخرجات Outputs والعمليات  Operations الخاصة بإنتاج معين ، وتتفاعل كل هذه المكونات معا لتحقيق هدفا مشتركا يحقق كفاءة الإنتاج الداجني^([1]).
وبخصوص هذا الأمر تعد كفاءة الإنتاج الداجني بعدًا أساسيًا في الدراسات الجغرافية المرتبطة بالنشاط الاقتصادي ،لكونه من أهم ركائز التنمية الإنتاجية التي تعتمد علي الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة بالإقليم كعنصر محوري في دراسة التنمية الشاملة ،وكجانب نفعي تطبيقي وأحد القضايا الملحة اليوم إذ يعتبر حجر الأساس للأمن الغذائي ليس في منطقة الدراسة فحسب بل علي المستوي القومي ، ناهيك عن دعمها للأنشطة الاقتصادية الأخرى المرتبطة بها.
كما أنها أحد المؤشرات المهمة لسد الفجوة الغذائية من اللحوم البيضاء كبديل عن اللحوم الحمراء والتي أخذ يتزايد استهلاكها في الآونة الأخيرة  مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء غير المسبوق ،والتي أصبحت غير قادرة علي مواجهه الاستهلاك المتزايد والاكتفاء الذاتي منها واتساع الفجوة الغذائية منها عاما بعد آخر ،مما أدي إلي زيادة الطلب علي لحوم الدواجن كبديل بروتيني للحوم الحمراء في ظل الزيادة السريعة والمضطردة للسكان وتحسين مستويات الدخول.
ومن هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة لتلقي الضوء علي التحليل المكاني لإنتاج مزارع تسمين الدواجن كواحدة من مصادر البروتينات التي تقل في أسعارها عن اللحوم الحيوانية، فضلا عن غناها بالعناصر الغذائية لتلبية الحاجات الضرورية للإنسان.
 ومن ناحية أخري استهدف البحث رصد وتتبع التطور التاريخي لتلك الصناعة بمنطقة الدراسة ، كما اهتمت هذه الدراسة أيضا بخصائص مزارع تسمين الدواجن من حيث تركيبها الحجمي وتوزيعها في إطار منهجية التحليل المكاني .
كما لم تغفل الدراسة أسلوب إدارتها الحالي من قبل المربين خاصة الصغار وتوطنها وإنتاجها ،وأيضا معوقاتها وكيفية النهوض بها في الوضع الحالي ومستقبلا حتي لا يضطر المربون إلي توقف إنتاجها ،خاصة وأن تربيتها ذات إيراد شبه ثابت وربح مستمر مع دورة رأس المال السريعة (45يوم للدورة الواحدة ) ، فضلا عن ذلك تغطية الاستهلاك المحلي وتوفير فرص عمل وانعكاس أثر ذلك علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة الدراسة .