مرويات السيرة النبوية حول (بَحِيرَا) الراهب في المنظور الاستشراقي بين القبول والرَّفْـض

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

كلية الآداب جامعة كفر الشيخ

المستخلص

تناولت الرؤيةُ الاستشراقيةُ - التي تشكل ثقافة القارئ الغربي- سيرةَ النبي   سِلْماً وحَرْباً مستخدمةً المناهجَ الغربية المادية في معالجة أحداث السيرة ووقائعها، ومن الموضوعات التي أكثر المستشرقون من بحثها عند تناولهم لسيرة النبي  ، خروجُه  مع عمه أبي طالب بن عبد المطلب إلى بلاد الشام في رحلة تجارية، ولقاء أبي طالب بالراهب (بَحِيرا)؛ فقد أنكرها بعض المستشرقين – خصوصاً المستشرقين اليهود – مثل المستشرق اليهودي الدكتور إسرائيل ولفنسون (Wolfensohn (E. ، وكذلك رفضها الفرنسي كليمان وارْت (clément huart)  ليضعفوا من التأثير النصراني على حياة النبي  ، بينما يؤكد هؤلاء المستشرقين تأثره  بالتراث التوراتي وتعاليم الديانة اليهودية وتشريعاتها .
في المقابل؛ فقد أثبت كثير من المستشرقين – خاصةً المستشرقين النصارى –  خروج النبي  مع عمه إلى بلاد الشام، ولقاء أبي طالب بالراهب (بَحِيرا)، ومن هؤلاء المستشرقين: الأمريكي واشنطن إرفنج (Washington Irving)‏، ونظيره الأمريكي رونالد بودلي (Ronald Bodley)، وايضاً المستشرق الألماني رودي بارت (Rudi Baret)؛ وقد أثبت هؤلاء المستشرقون مرويات القصة ليصلوا إلى هدفهم في إثبات اتصال النبي  منذ صغره بالنصرانية وتأثره برجالها وأخذه من تعاليمها وعقائدها .
والحقُّ أن مرويات خروج النبي ﷺ مع عمه إلى بلاد الشام ولقاء أبي طالب بالراهب (بَحِيرَا)، صحيحة سنداً ومتناً، ولكنها لا تعدو كونها بشارة من بالراهب (بَحِيرَا)  بقرب ظهور نبي الإسلام محمد بن عبد الله   ، وكانت تلك البشارة  خلال موقف عابر بين بالراهب (بَحِيرَا) وأبي طالب بن عبد المطلب، وقد جنح إلى هذه الرؤية المنصفة المستشرق الفرنسي جان بروا (Jan proa) .

الموضوعات الرئيسية